شارك عشرات الآلاف من أنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ظهر الجمعة، في مسيرتين حاشدتين في محافظتي خانيونس وشمال قطاع غزة، في الذكرى الـ32 لانطلاقتها.
ورفع المشاركون في المسيرات التي ترفع شعار "بحد السيف بددنا الزيف"، وانطلقت عقب صلاة الجمعة، رايات حركة حماس وصورًا لشهداء الحركة، بمشاركة فرق فنية في الاحتفالات.
وقال القيادي في الحركة فتحي حماد خلال كلمته في مسيرة جباليا إن شعبنا المقاوم لقن العدو درسا قاسية لن ينساها، مشددًا على أن كتائب القسام جعلت من الصفر أخطر الأرقام.
ووجه التحية إلى الغرفة المشتركة التي أغاطت الأعداء، مبينًا أن عملية "حد السيف" تعتبر فصلًا من فصول المعركة مع العدو وأن القسام سيكشف المزيد منها خلال أيام.
وذكر حماد أن معركة "حد السيف" تعتبر محصلة تراكم قوة المقاومة التي أذهلت الاحتلال الإسرائيلي وأربكت حساباته وأدخلته في دوامة من الاستقالات.
وشدد على أن التعامل مع الاحتلال لن يكون إلا عبر فوهة البندقية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن حماس ستقطع كل يد تريد العبث بأمن غزة واستقرارها وستضرب بيد من حديد كل من يزعزع أمنها.
وفي سياق آخر، أكد القيادي في حماس أن وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيسقط أمام شعبنا وصموده وتضحياته.
وقال: "ليفهم العدو أن زمن فرض المعادلات ولى.. وما وصلت إليه المقاومة كان من خلال مسيرات العودة، ونحن الآن في مرحلة جديدة وستبقى يد المقاومة وشعبنا هي الأعلى من خلال الغرفة المشتركة".
وبشأن قضية الأسرى في غزة، أكد حماد أن كذب ومماطلة الاحتلال في قضية الأسرى لن تفيده، وأن جنوده في غزة لن يروا النور إلا بحرية أسرانا.
وهدد بأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين لتبيض السجون من كافة الأسرى الفلسطينيين.
وبشأن ملف الوحدة، أوضح أن حركته جاهزة لعقد الانتخابات وتسعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتقديم ما تستطيع من إمكانيات لشعبنا الفلسطيني.
ودلل على ذلك بقبول حركته بمبادرة الفصائل الثمانية التي قال إن حركة فتح رفضتها ثم الموافقة على ملف الانتخابات بكل ما فيه، معتبرًا ذلك خير دليل على جديتها.
وشدد حماد على أن حركته ستعمل بكل قوة على تعزيز العمل في الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، مشيرًا إلى أن حماس مكون رئيسي في المعادلة الفلسطينية.
وفي خانيونس جنوب قطاع غزة، قال القيادي في حماس حماد الرقب: "نسير في ذكرى انطلاقتنا نزرع الأمل ونقتلع الوجع.. زدنا اليوم وراكمنا قوتنا وزادت شعبيتها أضعاف أضعاف".
وأشار إلى أن حماس باتت تشكل كابوسًا للعدو الذي اعتقد أن فلسطين لقمة سائغة، وهي قد مرت بامتحانات شديدة في تاريخها، من تضييق /حصار/ قتل/ ابعاد/.. وفجرت ثورة شعبنا بانتفاضته الأولى.
وأكد الرقب أن فلسطين بحاجة للم الشمل وتعاضد لمواجهة الأخطار الكبيرة المحيطة بقضيتنا.
وقال:" اليوم نقف في مهرجان بحد السيف الذي بدد وهم وزيف العدو؛ وما زلنا نسير في التفكير والاعداد اليوم، والعدو يعيش اليوم أزمة وجود؛ وتحاول كافة أجهزته الأمنية العمل؛ لأجل بقائه".
وأضاف الرقب: "نحن في حماس نسير مع كل رافقنا في القوى والفصائل في طريق مقاومتنا ونبذ الفرقة وانطلقنا بمسيرة العودة وكانت بارقة لتشكيل غرفة العمليات المشتركة التي تعبر عن التحام مقاومتنا.. وهي بمثابة جيش لشعبنا".
وتابع: "عندما سرنا بمشروعنا السياسي وتوجهنا نحو الانتخابات، فنحن نؤكد بذلك أننا متمسكين بالانتخابات وإجراءها كما جاء في ورقة حماس.. ونطالب رئيس السلطة محمود عباس بتوقيع المرسوم الانتخابي وليكن شعبنا الحكم".
وأكد أن "الحصار المسلط علينا لو كان على أعتى الدول لانهارات..لكن حماس اليوم بقيت خدمًا لشعبنا؛ ولم تنهار".
وشدد القياي بحماس على أن القدس الشريف ستبقى الخط الأحمر الذي من أجله سنذهب بعشرات ألاف المجاهدين لتحريرها.
وقال الرقب: "نؤكد أيضًا حرصنا على الانتماء لأمتنا ولا نتدخل في شؤون أي دولة وحريصون على علاقات متينة.. وأننا جاهزون للذهاب للانتخابات بكل روح وطنية؛ ولن نتردد".
وأضاف: "نؤكد كذلك أننا نؤمن بالتعددية السياسية ومشاركاتنا في انتخابات 2006 كان من باب حفظ حقوق شعبنا، وأن كل الاتفاقيات مع الاحتلال نقطة سوداء في تاريخ شعبنا ويجب الانحلال منها".
وخاطب الرقب الأسرى بالقول: "سنبيض السجون ونحرركم ولن نتوقف قيد أمله عن تحريركم.. ولدينا إجراءاتنا في ذلك".