توفي قبيل ظهر اليوم الجمعة، سفير وخطيب المسجد الأقصى المبارك سابقًا ورئيس الجامعة الإسلامية بغزة الأسبق الشيخ محمد صيام في العاصمة السودانية الخرطوم إثر جلطة دماغية ألمت به.
وكانت سلطات الاحتلال أبعدت صيام في 28/7/1988م بتهمة كتابة بيانات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأولى والمشاركة في قيادتها.
واستقر صيام في السودان حتى عام 1994 ثم انتقل للعيش في اليمن مع أسرته وعمل ممثلا لحماس فيها، ورئيساً لرابطة فلسطين فيها، وعميداً لمعهد الشيخ عبد الله الأحمر للدراسات والمعارف المقدسية فيها مع مناصب ومواقع عديدة هناك، وظل فيها حتى ساءت الأحوال في اليمن فعاد إلى الخرطوم بعيداً عن الأضواء.
ويقول المؤرخ الفلسطيني أسامة الأشقر إن صيام كان سفيرًا متجولاً لفلسطين يطوف أنحاء الأرض في سفر متصل ويعرّف بقضيته ويحمل معه في عودته ما تجود به أيادي الخيرين.
ويلفت إلى أنه كان خطيبًا مفوهًا جهوري الصوت تعرفه المنابر، وكان أحب المنابر إليه منبر المسجد الأقصى الذي ارتقاه لمرات قليلة بوساطة من الشيخ حامد البيتاوي رحمه الله منتصف الثمانينات، وظلت هذه المرات القلية محل فخره في كل مكان، حين حمل صفة "خطيب المسجد الأقصى" في مكاتباته وألقابه.
وكان يحب –وفق الأشقر- في خطبته أن يجعل فيها طائفة من أشعاره الحماسية التي يشعل فيها نفوس الجماهير التي تحب سماعه.
ومن دواوينه المطبوعة: دعائم الحق 1981، ملحمة البراعم 1982، ميلاد أمة 1987، سقوط الرفاق 1990، ديوان الانتفاضة 1990، الاغتيال منهج الاحتلال 2004، ديوان ذكريات فلسطينية 2007، ديوان يوم في المخابرات العامة 2008.
ويوضح الأشقر أن الشيخ صيام تعرّض للاعتقال مع رفيقه االشيخ عبد الرحمن بارود في مصر زمان جمال عبد الناصر حيث كان يدرس في كلية الآداب بجامعة القاهرة بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين، لكنه لم يمض مدة اعتقال طويلة بخلاف صاحبه الذي قضى نحو عشر سنوات قاسية في السجن.
ويشير إلى أنه في القاهرة تعرف إلى ياسر عرفات الزعيم الفلسطيني الراحل وصلاح خلف أبي إياد من خلال الرابطة الطلابية النشطة في القضية الفلسطينية، وقد حاولا تنظيمه في إطار حركة فتح لكنه امتنع حينها لالتزامه بحركة الإخوان وبيعته لها.
ووفق الأشقر فإن أكبر أدواره التأسيسية كانت بعد تخرجه في الجامعة عام 1959 ثم انتقاله للتدريس في الكويت عام 1960معلماً وموجهاً في اللغة العربية، وفي عام 1969 ابتعث للسعودية فنال درجة الماجستير من جامعة أم القرى بمكة المكرمة ثم الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1980م.
ويوضح أنه "لم يطل مكثه في الكويت؛ فقد انتدب للتدريس في الجامعة الإسلامية الوليدة في غزة عام 1983 ثم تولى إدارتها عام 1984م حتى أبعدته سلطات الاحتلال".
من جهتها، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صيام الذي قالت إنه قائد كبير وعالم جليل وأديب عربي فاضل، ورمز من رموز الشعب الفلسطيني وفارس من فرسان القضية الفلسطينية.
وأضافت حماس في بيان وصل "صفا" إن صيام عانى مرارة اللجوء كما أبناء شعبه، وقدم نموذجًا في الصبر والعطاء والثبات على الحق وصلابة الموقف، وفي الدعوة إلى الله عز وجل، والعمل من أجل الإسلام وقضية فلسطين.
وسألت في بيانها الله –عز وجل- أن يتقبله عنده في عليين مع الصديقين والشهداء والصالحين، وأن يتغمّده برحمته ومغفرته الواسعة، وأن يحسن عزاء عائلته وأبنائه وأهله وذويه ومحبّيه، وأن يرزقهم الصبر والسلوان.