مسنون يخيّمون بذكرياتهم شرق غزة: العودة اقتربت

غزة-فضل مطر - صفا

خيّم عشرات المسنين برفقة أبنائهم وأحفادهم وذكريات كانوا قد جلبوها من قراهم المحتلة عام 1948 قرب السياج الفاصل شرق مدينة غزة؛ وذلك تأكيدًا على حقهم في العودة لها.

 

وأحضرت المسنة صالحة عبدو (75عامًا) صورًا لبيتها في قرية "الكوفخة" قضاء مدينة بئر السبع المحتلة، والتي دمرها الاحتلال الاسرائيلي في نكبة عام 1948.

 

وتقول عبدو لمراسل "صفا" إن "هذه الصورة قد أحضرتها اليوم في مسيرة العودة للتأكيد على حقها وحق أبنائي وأحفادي بوجوب عودتهم إلى قريتهم وبيتهم الذي دمره الاحتلال عام 1948".

 

وتضيف: "سنرجع إلى بلادنا بإذن الله، وذلك حقٌ من الله تعالى بوجوب نصرة المظلومين.. سأعود وإن لم يكن بالعمر بقيّة، سيرجع أبنائي وأحفادهم إلى قريتنا وسيبنون بيت آبائي من جديد".

 

وتجمّع داخل الخيمة التي حملت عنوان "قرية الكوفخة" أبناء وأحفاد المسنة عبدو حاملين لافتات تؤصّل حق العودة، إضافة إلى مجسّمات خشبية لمفتاح العودة.

 

ومع بدء انطلاق مسيرات العودة الكبرى التي تتزامن مع يوم الأرض احتشد الآلاف من الشعب الفلسطيني قرب السياج الفاصل لموقع "ناحل عوز" شرق غزة؛ فيما نصب مئات المواطنين برفقة عوائلهم خيامًا بالمكان، في رسالة إصرار منهم للعودة إلى أراضيهم.

 

محمد نجل المسنة عبدو (40عامًا) الذي أحضر زوجته وأبناءه يرى أن مشاركتهم في مسيرة العودة ووضع الخيام يأتي لإيصال رسالة للاحتلال "إننا باقون، متمسكون بأرضنا، ولن نغادر خيمتنا إلا بعودتنا إلى ديارنا".

 

ويقول: "أحضرت زادًا يكفي لأسبوع كامل.. سنبقى هنا، ولن نغادر خيامنا إلاّ بإيجاد حل عادل لقضيتنا، أو على الأقل رفع الحصار الظالم عنّا".

 

وحملت الخيمة الأخرى عنوان "قرية حمامة"؛ إذ تجمّع بداخلها أبناء عائلة الحجة، حاملين معهم مجسمات لمفاتيح العودة، وصورًا ضمّت آثار بيوتهم في قريتهم التي هجّروا منها، ومحاصيل زراعية.

 

ويقول المواطن سمير الحجة (55عامًا): "نشارك اليوم بشبابنا وشيوخنا ونسائنا وكبار السن لنقول إنا عائدون إلى بلادنا وديارنا؛ رغم كيد المتآمرين علينا.. حق العودة حق شرعي لكل فلسطين حتى نرجع لقرانا وبلداتنا".

 

ويضيف: "رسالتنا اليوم نوجهها لإسرائيل رغم تعاون دول عربية معكم.. شعبنا لن يتنازل عن شبر واحد من أرضه، سنواصل كفاحنا حتى التحرير".

 

ويشدد الحجة على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية، داعيًا الرئيس محمود عباس لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، والالتفات لمعاناة شعبنا في غزة ورفع الضيم عنه، وفق قوله.

 

وعلى مقربة منه يجلس المسن خليل العمري (85عامًا) وهو يحمل غصن زيتون بيده، ليقول لمراسل "صفا": "إنني على يقين أنني سأعيش كي أعود لقريتي السوافير؛ وإن لم يتبق لي عمر سيعود أبنائي وسيزرعون الزيتون والحمضيات فيها.. لا مكان للاحتلال في أرض فلسطين".

 

ويضيف: "مطالبتي هي واحدة أيها اليهود افتحوا الحدود، واسمحوا لنا أن نعود بسلام ونعيش في قرانا التي سرقتموها".

/ تعليق عبر الفيس بوك