صحيفة: السيسي يُقيل رئيس المخابرات لـ"فشله بملفي المصالحة والإعلام"

رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء خالد فوزي
بيروت - صفا

كشفت صحيفة لبنانية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرر إعفاء رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء خالد فوزي من منصبه، على أن يُعلَن خليفتُه رسميًا في غضون الأيام المقبلة.

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر مطلعة قولها اليوم الأربعاء "أُبلغ فوزي بإعفائه من منصبه قبل يومين (يوم الاثنين)، فيما تسود حالة من الترقب للاسم المنتظر ترأسه أحد أهم أجهزة الدولة المصرية".

وأفادت بأن تأخر إعلان السيسي لخليفة فوزي جاء بسبب مراجعته بعض الأسماء، والمفاضلة بين أكثر من شخصية، على أن يعلن القرار في الجريدة الرسمية فور اعتماده رئاسيًا.

ويبدأ الرئيس الجديد للمخابرات في مباشرة مهمات عمله عقب أداء اليمين الدستورية أمام السيسي في قصر الاتحادية، وهو ما يتوقع كثيرون أن يكون خلال الأسبوع الحالي، وفق الصحيفة.

وأوضحت الصحيفة أنه برغم حرص الرئاسة المصرية على إبراز حضور اللواء فوزي برفقة رئيس الرقابة الإدارية اللواء محمد عرفان لعدد من اجتماعات السيسي مع الوزراء، إلا أن آخر ظهور رسمي له كان في نهاية الشهر الماضي، فيما لم يظهر اسمه لاحقًا في أية اجتماعات.

وذكرت نقلًا عن مصدرها أن قرار إعفاء فوزي من منصبه جاء لسببين رئيسيين: "الأول مرتبط بالملف الفلسطيني، وتعثر المصالحة بين حركتي فتح وحماس؛ والثاني مرتبط بالإعلام وإخفاقه في توظيف الإمكانات التي أُتيحت إعلاميًا".

وتردد اسم فوزي في ملف المصالحة الفلسطينية، فقد عمل على إتمام رعاية بلاده لهذا الملف، وخاصة التفاهمات التي جرت في 12 أكتوبر العام الماضي.

كما زار قطاع غزة في إطار عملية تسلم حكومة الوفاق لمهامها بعد الاتفاق، وخاطب حينها قيادة حركة حماس في غزة بالقول إن: "التاريخ سيسجل أنكم وحدتم الشعب الفلسطيني".

ويتعلق السبب الثاني بإقالة فوزي وفق الصحيفة بحجم الإنفاق الزائد الذي سيجري ترشيده بصورة كبيرة خلال الفترة المقبلة من قبل شركة "إيجل" التي تديرها وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد خلال الفترة الحالية.

وستعمل الشركة على مراجعات مالية موسعة في جميع الأنشطة الإعلامية التي قام بها جهاز المخابرات خلال السنوات الأربع الماضية.

وأفادت بأن السيسي يسعى من خلال الشخصية الجديدة التي ستتولى المنصب إعادة مسار المصالحة بين فتح وحماس، وتسريع العمل على تحويله إلى اتفاق حقيقي على أرض الواقع، وحلّ العقبات التي لا تزال تعترض التوافق بين الحركتين، مع عدم الانحياز إلى أي طرف على حساب الآخر.

وحسب الصحيفة فإنه سيعمل على تفعيل الاتفاق المنتظم على تشغيل معبر رفح والاستفادة من هذه المنطقة تجاريًا بنحو أكبر، وتسهيل دخول البضائع والمنتجات المصرية إلى قطاع غزة في غضون أشهر قليلة.

وستكون على رأس أولويات رئيس الجهاز الجديد مناقشات موسعة مع وفود من الحركتين في القاهرة، وإجراء اتصالات على أعلى مستوى، إذ يرغب السيسي وفق الصحيفة ببقاء الملف بيد المخابرات العامة مع منح صلاحيات كاملة في اتخاذ القرارات لرئيس الجهاز لإنهاء أية خلافات أو نقاط عدم توافق.

وعلى الصعيد الإعلامي، قالت الصحيفة إنه سيكون على الرئيس الجديد إعادة النظر في الخريطة الإعلامية ووسائل الإعلام التي يمتلكها الجهاز وتحديد مدى الاستفادة من كل وسيلة على حدة.

كما سيعمل على ترشيد النفقات وإنهاء حالة "البذخ الشديد"، سواء في الأجور أو بالحفلات التي تُقام، بناءً على المراجعات المالية التي تجري في الوقت الحالي، مع السعي لإسقاط أكبر كمٍّ من المديونيات، خاصة فيما يتعلق بالإنتاج الدرامي والبرامجي.

ووفق التصور الجديد للتعامل مع الإعلام، فإن بعض المواقع والصحف التي يمتلكها الجهاز سيجري دمجها، خاصة المتشابهة في المحتوى، وستُجرى مراجعات مرتبطة بالجدوى الاقتصادية لتشغيل بعض الفضائيات، خاصة الإخبارية.

كذلك سيُعاد النظر بالتوجه الإعلاني ومخاطبة الشركات لزيادة حصتها الإعلانية في السوق، ولا سيما الرابحة، فضلاً عن العمل على استهداف جمهور مواقع التواصل الاجتماعي من الشباب، وفق الصحيفة.

وأوضحت الصحيفة أن الكثيرين من العاملين في الوسط الإعلامي يترقبون التغييرات في المشهد الحالي الذي باتت ملكيته منقسمة بين جهتين سيادتين بنحو شبه كامل، في وقت وضعت فيه الحكومة خطة لتطوير التلفزيون المصري على مدار ثلاث سنوات ستنطلق خلال الشهر المقبل بإشراف جهة سيادية.

/ تعليق عبر الفيس بوك