دعت لـ"إخراج غزة من الكارثة"

فصائل تتساءل: لماذا لم تبادر السلطة بخطوات إيجابية تجاه غزة؟

خان يونس - هاني الشاعر – صفا

تساءلت الفصائل الفلسطينية عن الأسباب التي تحول دون اتخاذ السلطة الفلسطينية خطوات عملية تجاه قطاع غزة، في ظل أجواء المصالحة الفلسطينية الإيجابية.

وشددت الفصائل خلال لقاء حواري أمام نخبة من الوجهاء والشخصيات الاعتبارية عقدته دائرة العلاقات الوطنية بحركة حماس في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، الثلاثاء، بعنوان "المصالحة في عيون الفصائل"، على أنه لا يوجد أي مبرر للإبقاء على الإجراءات ضد القطاع.

وطالبت الرئيس محمود عباس بالبدء بإجراءات توفر المناخ الإيجابي وتتناغم مع الجهود والتحركات في إطار المصالحة، وتشعر الفلسطينيين بجديتها، مقابلة الخطوات التي قدمتها وتقدمها حماس؛ كما حثوا على ضرورة أن تكون الفصائل في صورة ما يجري وأن تكون جزءًا منه.

إرادة صادقة للمصالحة

القيادي بحماس في خان يونس زكريا معمر قال إنّ "اتفاق القاهر الأخير مرحلة أولى من مراحل إنهاء الانقسام"؛ مُشيرًا إلى أن حركته حريصة على أن تُناقش القضايا الكُبرى في إطار الكُل الوطني، وألا تبقى حكرًا على حركتي فتح وحماس".

وأضاف معمر: "القضايا الوطنية ستناقش في الحادي والعشرين من الشهر القادم، وحماس ستشارك وستدعمها، ولن تسمع بضياع القضية الفلسطينية، وتُفرض عليها حلول تسوية"؛ لافتًا إلى أن حماس منذ العام 2007كانت تطالب بالحوار وما زالت، ولم تحضر له من منطلق ضعف، والدافع الرئيس استشعار أن قضيتنا تمر بمنعطفٍ حاد، وما يدور في أروقة المجتمع الدولي خطير.

وأكد أن الانقسام أثر على قضيتنا وأدى إلى تراجعها ولا بد من طيه؛ مُشددًا على أن قطار المصالحة انطلق وخلفه إرادة صادقة، وهو مصلحة للجميع وليس مصلحةً لطرف؛ وصولاً لإعلان انتهاء الانقسام، لنتفرغ كاملاً لصالح نصرة قضيتنا.

ولفت معمر إلى أن حل الدولتين الذي تتبناه السلطة لم يعُد مُتاحًا؛ فنحن نريد الاتفاق على رؤية وطنية شاملة جامعة عبر منظمة التحرير، تكون رافعة للمشروع الوطني، لنقف بقوة بمواجهة الحلول التصفوية للقضية؛ مُشددًا على أنهم لا يريدوا أن تكون المصالحة بوابة لحلول إقليمه لقضيتنا.

ونوه إلى أن المصالحة خيار استراتيجي لحماس، وتؤكد بأنه لا عودة بأي شكل لمربع الانقسام، ومن يريد البقاء به فليبقى؛ نحن بالنسبة لنا هذه الصفحة انتهت؛ مُضيفًا: "الحركة بادرت دون أن تنتظر من أي طرف شيء، لكنها ما زالت تنتظر الخطوات من الطرف الأخر الذي يتعامل بحالة فتور مع الخطوات التي نقدمها، لكننا نلتزم الصمت، على أمل أن تتخذ فتح إجراءات، على الأقل رفع العقوبات الأخيرة".

حكومة واحدة للكل

ممثل حركة فتح في اللقاء عماد الأغا قال إنهم أرادوا التحدث بإيجابية حول كل ما يجري لأنهم يريدوا السير نحو إزالة العقبات، لتطبيق ما يتم الاتفاق عليه؛ مؤكدًا التزام حركته باتفاق المصالحة، وبذل كل جهد لإنجاحها.

وتوقع الأغا بناءً على ما وصلهم من معلومات، أن تصل الحكومة مُجددًا لغزة الأسبوع القادم، للعمل وتسخير كافة الإمكانيات لصالح الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن تمكين الحكومة يأتي لفك الحصار، وهي حكومة واحدة هنا وفي الضفة، وهي رسالة للعالم أنها حكومة لشعب واحد؛ متوقعًا أن تدفع الحكومة راتب شهر نوفمبر للموظفين.

وتابع : "نحن في فتح نسير خطوةً بخطوة لتطبيق اتفاق المصالحة، في ظل الواقع الصعب؛ كما أنه سيكون هناك لقاء للفصائل هام جدًا لبحث القضايا الاستراتيجية. 

وقف الاعتقالات والعقوبات

القيادي بحركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أكد أن كل فلسطيني يُرحب باتفاق المصالحة، الذي جاء في مرحلة حرجة تمر بها قضيتنا، وانغلاق الأفق السياسي.

وأضاف: "نُريد مصالحة تُعيد الاعتبار لقضينا ولمنظمة التحرير، وتحافظ على الثوابت؛ ثم نضع استراتيجية فلسطينية تواجه الخطر المُحاك بحق مقدساتنا.

وبين المدلل إلى أن شعبنا عاش توجسًا مؤخرًا بفعل إجراءات السلطة الأخيرة تجاه غزة، وطالبنا حركة حماس حل اللجنة الإدارية التي كانت دافعًا لإقدام السلطة على تلك الإجراءات، لكن لم يحدث شيء، على الرغم من الاستجابة وحل اللجنة، خلافًا لتصريحات أعضاء مركزية فتح.

وأضاف : "ما سمعناه من حماس وفتح أن العقبات تم تذليلها بطريق المصالحة؛ لكن على الرغم من ذلك كان لا بد أن تعلم الفصائل بطبيعة الاتفاق وما يدور"؛ مُجددًا تأكيد حركته على أن المصالحة ضرورة شرعية وفريضة وطنية، والانقسام لا يخدم سوى عدونا.

وتمنى المدلل وقف الاعتقالات السياسية بالضفة في ظل أجواء المصالحة؛ مُضيفًا: "ذاهبون للقاهرة لترتيب البيت الفلسطيني، ومنظمة التحرير؛ ويجب أن يكون تفرقة بين المجلسين الوطني والتشريعي، فالأخير من إفرازات أسلو، لكن الوطني هو مطلب وطني؛ الكل ليس ملتف حول برنامجه السياسي، أو السير في أي إفراز من دهاليز أوسلو، يجب توضيح الخطوة للذاهبين للقاهرة".

حاضنة شعبية وفصائلية

عضو اللجنة المركزية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني الثوابتة شدد على أن المصالحة لن تتم إن لم تتوفر لها حصانة شعبية تتكامل مع الدور القومي المصري؛ قائلاً : "عشنا تجارب توقيع اتفاقيات سابقة واصطدمت بكثير من المواقف، لأن الحاضنة الشعبية غابت عنها".

وشدد الثوابتة على ضرورة استعادة قوتنا في السير بكل خطوات المصالحة، وأن كانت تمر بخُطى بطيئة؛ فنحن ذاهبون تجاه المصالحة وعلينا ألا نفكر بالعودة للوراء.

وحول الأفق السياسي، لفت إلى أنه ما من شك هناك توجس أن تكون المصالحة خطوة على طريق تسوية في المنطقة.

أما عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، فأكد أن بالمصالحة نشق الطريق نحو أن بدء السير في طريق إنهاء الانقسام.

وذكر أن الإجراءات العقابية غير مبررة، وكانت مُعلقة على حل اللجنة الإدارية واستجابت حماس وحلتها، فلماذا لم تُرفع، وهذا تساؤل الكل الوطني؛ وممكن أن يُشكل بقاءها عقبةً.

وتابع أبو ظريفة: "قد ندخل في دوامة حال لم تحل الملفات الثلاث (المعابر، الموظفين، الحكومة)؛ مؤكدًا أن المطلوب من الحكومة وضع خطة مُعلنة بموازنة طارئة لإخراج غزة من الكارثة، وأن يشعر الناس بالإجراءات ما سيمهد الطريق للمصالحة؛ بالتالي على الحكومة البدء بإجراءات عملية.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة