بمشاركة محلية وعربية

مؤتمر "أزمة الفهم وعلاقتها بالتطرف والعنف" يفتتح أعماله بغزة

غزة - صفا

افتتح مؤتمر "أزمة الفهم وعلاقتها بظاهرة التطرف والعنف" اليوم الثلاثاء أعماله بمدينة غزة بمشاركة محلية وعربية؛ وذلك لمناقشة أسباب هذه الظاهرة وتداعياتها.

وشارك في المؤتمر الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع الجامعة الإسلامية أكاديميون وخطباء ونواب من المجلس التشريعي وفصائل، بالإضافة إلى حضور وفد مسيحي يرأسه مطران الكنيسة الأرثوذكسية بغزة المطران إليكسيوس.

وبيّن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر يوسف فرحات أن أهمية المؤتمر جاءت للحد من آفة التطرف والعنف، التي ابتلي بها شباب الأمة العربية والإسلامية، ولم تعد قاصرة عليهم وحدهم.

وقال فرحات إن السبب الرئيسي والأهم في هذه الظاهرة هو أزمة الفهم للدين، وضعف البصيرة وقلة التفقه في الدين، مؤكداً أن آفة المتطرفين باتت في عقولهم وليس دينهم.

وأوضح أن سوء الفهم والتعامل مع النصوص بمنهجيات غير علمية يؤدي إلى نتائج خطيرة بالمجتمع، وصولا إلى التكفير والقتل واستحلال الدماء البريئة.

ويتناول المؤتمر على جدول أعماله التي تستمر ليومين؛ أربعة محاور رئيسية وهي (المحور الأول أزمة سوء الفهم "الأسباب والمظاهر"، المحور الثاني التطرف والعنف "الجذور والمخاطر والآثار"، المحور الثالث الجهاد في الإسلام "الفهم والممارسة"، المحور الرابع المعالجة الفكرية لظاهرة سوء الفهم).

ولفت فرحات إلى أن الوزارة خصصت مبلغ ألفي دولار كجوائز نقدية للباحثين، ويحصل البحث الفائز في كل محور على جائزة قدرها 500 دولار.

وأحدث المؤتمر منذ إعلان تنظيمه قبل عام تفاعلاً كبيرا؛ حيث بلغت ملخصات الباحثين المشاركين فيه إلى 125، قبل منها 42 بحثاً،  12 بحثاً منها لمشاركين من خارج الوطن.

أزمة فهم

وقال كيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية رئيس المؤتمر حسن الصيفي إن ما يحدث من مؤامرات بالوطن العربي نتيجة التطرف والإرهاب ما هو إلا أزمة في فهم الدين الإسلامي بشكل سليم.

وأكد الصيفي على أهمية الاعتراف بوجود أزمة كبيرة في فهم الدين والنصوص والتاريخ والسيرة والأحكام هي أصل هذه المشكلة؛ فالفكر الإسلامي ليس معصوماً من الخطأ، وفق قوله.

وأضاف "يوجد مجموعة من الكتب والمؤلفات كانت سبباً للأزمة خاصة في ظل واقع افتتن الشباب بظاهرة الدولة الإسلامية والخلافة، وهذا يتطلب من ذوي الاختصاص من أصحاب العلم والعلماء والمفكرين جرأة كبيرة؛ لإعادة صياغة مجموعة من المفاهيم الإسلامية".

من جانبه، شدد رئيس الجامعة الإسلامية عادل عوض الله على أهمية الفهم السليم للإسلام للحفاظ على ضرورات الخمس "الدين والنفس والعقل والعرض والمال" للتمييز بين الحلال والحرام.

وأوضح عوض الله أن الفهم الخاطئ للدين دفع الكثيرين للتجرؤ عليه، وتحريم ما أحله الله، قائلاً "للأسف الشديد الدين بات اليوم متجرأ عليه من الجهلة"

 بدوره، أكد عميد كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية عماد الدين الشنطي أنه لا علاقة للإسلام على الإطلاق بالتكفير والتطرف الذي نراه اليوم، مبيناً أن التطرف ناتج عن سوء الفهم.

وقال "نحن اليوم أمام تحد خطير وهو ملقى على عاتقنا جميعاً؛ كي نصحح المفاهيم عند الجهال من أبنائنا وممن تساوق مع فكر هنا أوهناك"

ولفت الشنطي إلى أن كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية عملت على تصحيح المفاهيم الخاطئة؛ عبر افتتاح قسم الدعوة والإعلام لتخريج إعلاميين يحملون مفاهيم صحيحة للمجتمع حتى لا يلتبس عليهم الأمر.

التطرف الإسرائيلي

وبيّن النائب بالمجلس التشريعي والقيادي بحركة حماس خليل الحية أن الشعب الفلسطيني يعاني من التطرف والإرهاب الإسرائيلي؛ عبر جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني من قتل وترهيب واعتقال.

وقال "مصدر العنف والتطرف هو الاحتلال، وشعبنا ضحية لذلك؛ أي تطرف وعنف أعظم من أن تحرق عائلة بكاملها، كما حرق المستوطنون اليهود عائلة الدوابشة"

وأكد الحية رفض الشعب الفلسطيني لظاهرة التطرف والعنف؛ لأنه يعد إساءة للدين وشماعة يستخدمها الاحتلال بحق شعبنا، مضيفاً "فلسطين وغزة عصية على الانحراف الفكري والإرهاب، بل هي مع تاريخها الطويل المنسجم مع سماحة الإسلام.

وشدد على أهمية وقوف الشعب الفلسطيني أمام مسؤولياته لمحاربة ظاهرة التطرف والإرهاب، حاثاً علماء المسلمين بالداخل والخارج للقيام بدورهم؛ ليكونوا صمام أمام للشباب الفلسطيني.

ودعا الحية وزارة الأوقاف لبذل مزيد من الجهد والعمل في نشر الوعي وتفعيل دور المساجد لنشر العدل والأمان والفهم السليم بالمجتمع، قائلاً "نريد ارتفاع فقه وقدرة العلماء والفقهاء والخطباء ليرى الناس في كل خطبة جديد ونافع لأهلهم.

كما طالب الجامعات والمدارس والمعاهد العلمية والدينية بغزة أن تحمل روح المسؤولية، ورفع الوعي الإسلامي السليم وبث روح السماحة بين الطلبة.

 الفهم السليم

وأكد الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين علي قرة داغي على أهمية الفهم السليم بالمجتمع لحمايته من ظواهر التطرف والعنف والإرهاب، موضحاً أنَّ جميع المشاكل والمصائب على مر التاريخ تعود إلى سوء الفهم.

وأوضح داغي أن سوء الفهم ينتج منه، سوء العمل، وسوء السلوك، وسوء القرار، وكذلك سوء المواقف، فالقضية إذاً هي قضية الفكر، التي يسميها القرآن الكريم بالفقه.

 وبيّن أن الفقه هو الفهم العميق والإدراك الدقيق للواجب والواقع لكل ما يتعلق بهذا الكون.

وتابع حديثه "المسلمون اليوم يعيشون على أفكار مجتزأة، أو على أفكار مستوردة؛ إما أن تكون مستوردة من الخارج فلا تحقق غايتنا وتتعارض مع شريعتنا وهويتنا، أو أنها في معظمها مأخوذة بنظرة جزئية وليس كلية".

 ودعا داغي إلى ضرورة تدبر القرآن الكريم وفهمه والتعمق في آياته، والعمل على تبيان الفهم الصحيح ومعالجة هذه الأزمة الخطيرة.

/ تعليق عبر الفيس بوك