خطة مرورية جديدة.. هل تنقذ قلب نابلس النابض؟

نابلس - خاص صفا

بات الوصول بالمركبات إلى مركز مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة بالسنوات الأخيرة في ساعات الظهيرة ضربا من الجنون، في ظل ما يشهده من ازدحام مروري بشكل يومي.

ودفع هذا الوضع المتضررين منه وفي مقدمتهم سائقو المركبات العمومية إلى رفع صوتهم مطالبين بإنقاذ قلب المدينة بعد أن وصل الحال فيه إلى مستوى لا يُحتمل.

من جهتها توصلت بلدية نابلس وبعد مشاورات ودراسات مطولة إلى خطة مرورية جديدة لشارع فيصل ومنطقة المركز التجاري بدأ تطبيقها مطلع الشهر الجاري تضمنت تغيير اتجاهات السير وإغلاق ممرات وفتح أخرى.

وخلال السنوات الأخيرة، طبقت في المدينة العديد من الخطط المرورية، لكن لم يكتب لها النجاح لعدم التزام السائقين والمشاة بها، بسبب اعتراضهم عليها أو على بعض أجزائها.

ويوجد في نابلس لجنة مختصة بأمور السير، تضم كلا من البلدية والمحافظة وغرفة التجارة والشرطة ووزارة المواصلات ونقابة مكاتب التاكسي ونقابة عمال النقل وهذه اللجنة ساهمت بوضع الخطة المرورية وإقرارها.

ويبدو وزير النقل والمواصلات ورئيس لجنة بلدية نابلس المهندس سميح طبيلة متفائلا بنجاح الخطة المرورية الجديدة التي يرى بأنها حققت درجة عالية من النجاح.

وقال لوكالة "صفا": "بصورة عامة الوضع الآن ممتاز، وأنا راضٍ عنه"، مضيفا أن وضع هذه الخطة وتنفيذها جاء بعد سلسلة مشاورات مع كافة المؤسسات الشريكة والمعنية.

وذكر أن البلدية استمعت لجميع الملاحظات والانتقادات التي وردت حول الخطة بعد بدء تطبيقها، وأخذتها على محمل الجد، ووضعتها أمام الخبراء، وبناء عليه أجريت بعض التعديلات.

وقال: "لا يوجد خطة كاملة 100%، وهناك في أذهان الناس 100 ألف خطة مرورية مختلفة، لكن مهمتنا وضع خطة ترضي أكبر نسبة من المواطنين"، مؤكدا أن هذه الخطة استندت إلى أسس علمية، وليس إلى التجربة والخطأ.

احتقان وليس أزمة

ويرى بأن نابلس لا يوجد بها الآن أزمات مرورية، وإنما احتقان مروري في أوقات الذروة فقط، وبالمقارنة مع مدن فلسطينية وعربية أخرى، فإن نابلس أفضل بكثير.

ويقول: "بعد تطبيق الخطة فإن فرق التأخير في وقت الذروة عن الوقت الطبيعي لا يزيد عن 5 دقائق، وهذا لا يذكر بمدينة بحجم نابلس وشارع فيصل الذي تعبره يوميا 57 ألف سيارة".

وتبدو شوارع مركز المدينة غير قادرة على استيعاب سيل المركبات الذي يتدفق عليها من مختلف أطراف المدينة ومن خارجها.

ويقول طبيلة أن هذه الشوارع لم يجر عليها أي تعديل منذ 40 عاما، في حين أن أعداد السيارات زادت باضطراد.

ومع عدم القدرة على توسعة الشوارع، فإن التعويل يكون على تطوير ثقافة المرور لدى السائقين والمشاة على حد سواء لاستخدام الطريق بصورة صحيحة.

ويشير طبيلة إلى أن شارع فيصل الذي يربط شرق المدينة بوسطها مكون من 3 مسارات، وإذا توقفت سيارة بأحدها، فهذا يعني تعطل ثلث الكفاءة المرورية للشارع.

كما أن قطع المشاة للطريق في المكان والوقت غير المخصصين للمشاة، يعطل حركة المرور 10 ثواني على الأقل في كل مرة.

ظروف موضوعية

وساهمت طبيعة نابلس المحصورة بين جبلي عيبال وجرزيم بشكل مباشر في تشكيل شوارعها واتجاهاتها وعرضها.

ويبين طبيلة أن الطبيعة الجبلية نتج عنها شوارع ضيقة، لأن شق شارع عريض في منطقة جبلية يحتاج أما لبناء جدران استنادية ضخمة، أو قطع كميات كبيرة من الصخور، ولم تكن هناك حاجة لذلك قبل عشرات السنين.

ويضيف أن البلدية أخذت بالحسبان في تخطيط المناطق الجديدة أن تكون الشوارع عريضة.

تحسّن ملحوظ

وكما كان متوقعا، شهدت المدينة في الأيام الأولى لتطبيق الخطة اختناقات مرورية حادة وغير مسبوقة، خاصة في ساعات الذروة الصباحية والمسائية، رافقها مطالبات عديدة بالتراجع عنها أو تعديلها.

ويقول أمجد الباقة رئيس نقابة عمال النقل في نابلس لوكالة "صفا" إن الخطة التي دفعت النقابة باتجاه تطبيقها، لقيت في البداية عدم رضى من جانب المواطنين والسائقين، فقد كان السائقون يتوقعون خطة مرورية مغايرة.

وذكر الباقة أن "الوضع اليوم أفضل من الأمس، ونأمل أن يكون غدا أفضل من اليوم"، مشيرا إلى أن النقابة قدمت مقترحات لتعديلات على الخطة من شأنها إذا طبقت أن تصل نسبة الرضى إلى أكثر من 80%.

وقال إن المختصين الذين وضعوا الخطة، بينوا أن هذه الخطة هي أفضل ما يمكن فعله، وان هناك إمكانية لإجراء بعض التعديلات إذا لزم الأمر.

وأرجع سبب تراجع الأزمة المرورية مع مرور الأيام إلى تحسن ثقافة المواطنين الذين بدؤوا يتجنبون المرور بمركباتهم في مركز المدينة، خاصة في ساعات الذروة.

لكنه يرى بأن الخطة المرورية الجديدة لن تستطيع التغلب على مشكلة المرور بعد سنة واحدة، ولا بد من إيجاد حلول جذرية.

ويشير بهذا الصدد إلى أن هناك ضغطا كبيرا على شارع فيصل، كما أن المجمع التكسيات يخدم يوميا ما بين 75-90 ألف مواطن.

ويضيف بأن المدينة بحاجة ماسة لعمل أنفاق للمشاة، والأهم هو تغيير ثقافة الناس لاحترام قواعد المرور.

لمتابعة حسابات وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" عبر منصات التواصل الاجتماعي:

تلجرام| http://telegram.me/safaps

تويتر| http://twitter.com/SafaPs

فيسبوك| http://facebook.com/safaps

انستغرام| http://instagram.com/safappa

يوتيوب| http://youtube.com/user/safappa

/ تعليق عبر الفيس بوك