والمرأة "ساحرة" يُستعاذ منها

بالمنهاج الجديد.. "تل أبيب" عربية ورام الله مركز فلسطين

غزة-إبراهيم مقبل - صفا

أبدى نشطاء فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، امتعاضهم -مع بداية العام الدراسي الجديد 2016 -الأسبوع الماضي، من الكتب التي أقرتها وزارة التربية والتعليم برام الله؛ وذلك لما تحمله بعض تلك الكتب من "تشويه متعمد" للمدن والمرأة الفلسطينية.

وانتشرت عبر مواقع التواصل صورة لإحدى الصفحات ضمن منهاج الرياضيات للصف الثالث؛ وتبين أن "مركز فلسطين" هو مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وذلك عبر سؤال يستفسر عن المدن المحيطة بها، متجاهلين أن القدس عاصمة لفلسطين.

كما حملت الصفحة تعريبًا لمدينة "تل أبيب" الإسرائيلية، والتي أقيمت على بعض أحياء مدينة يافا والمنشية وقرية الشيخ مؤنس، وهي مغالطة وخطأ شائع، فـ "تل أبيب" اسم عبري يعني (تل الربيع).

فيما استُخدم رسم بإحدى صفحات كتاب التربية الإسلامية للصف الأول لامرأة عجوز يقف بأعلاها مجموعة من "الجن" للتدليل على السحر والشعوذة، وكُتب بأعلاها جزء من سورة الفلق بالقرآن الكريم: "من شر النفاثات في العقد"، وبمكان آخر "أردد: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".

"بوصلة العالم"

الناشط جلال برق كان من أوائل من نشر على صفحته في فيسبوك حول المدن الفلسطينية وقال: "فلتكن رام الله هي المركز لا ضير، لكن أن تعرّف القدس على أنها مدينة تقع جنوب رام الله"، بينما وافقه صديق له بالتعليق: "وكأن رام الله بوصلة العالم وخط الاستواء”.

كما أضاف برق أن اتباع الأمر بوجود مدينة جديدة اسمها "تل الربيع"، من "الغباء" بمكان؛ ليثبت واضع المنهاج بأنه لا يهتم ولا يبالي فيما يتعلّمه أبناؤنا، وبين أن تلك المدينة لا تعرّب وتبقى باسمها، كما أنها مستحدثة وليس لها أي صلة في فلسطين التاريخية.

أما الشاب فاروق صايمة كان أكثر تطرفًا في كتاباته، فقد قال: "امنيح (جيد) إنهم كاتبين القدس عالخريطة"، بينما كتبت نيفين العشي: "هو الدرس عن رام الله؟".

وخاطبت ناريمان تميمي وزارة التربية والتعليم عند مشاركتها للصورة: "اتركوا وطني وأطفاله وارحلوا بعقلياتكم الباليه القدس حقنا وعاصمتنا".

وطالب الشاب عيسى حريز بمعالجة القضية وقال: "ارفعوا هذا المنهاج من التداول حتى يتم تدقيقه، كارثه وعبث في الوعي الجمعي، وتزوير للتاريخ".

"مشعوذة"

أما عن المرأة العجوز، فقد عبرت عدد من النساء عن رفضهن لاستغلال المرأة بأي شكل من الأشكال سواء قُدمت على إنها "مشعوذة أو ساحرة"، فهذا تصوير خاطئ يعزز من الصورة النمطية حولها لدى الأطفال.

ودعت مجموعة من النساء بمنشورات منفصلة عبر مواقع التواصل وزارة التربية والتعليم العالي للعمل بأسرع وقت ممكن على تعديل الصورة، فالشعوذة والسحر ليسا مقتصرين على المرأة.

يذكر أن أكاديمي من جامعة الأزهر بغزة قال في وقت سابق لوكالة "صفا"، إن هناك استعجالًا مفرطًا لدى وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بصناعة المنهاج الفلسطيني للمراحل التعليمية، وأوضح أن الجامعات بغزة لم يُستشار السواد الأعظم من أكاديمييها.

وقدمت حكومة الاحتلال الأربعاء الماضي، شكوى رسمية للأمم المتحدة حول المنهاج الفلسطيني الجديد متهمةً إياه بالتحريض، وادعت أن بعض النماذج يحتوي على مواد تحريضية.

واستنكرت وزارة التربية والتعليم العالي تقديم الاحتلال للشكوى، مؤكدة أن مناهجها الجديدة المطورة ملتزم بالرسالة الوطنية للشعب الفلسطيني وبالرواية الفلسطينية التي يعمل على صياغتها في المنهاج الجديد عدد من الأكاديميين والتربويين الذين يتمتعون بخبرة عالية.

 

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة