الشهيدان "بصل" "وعودة".. الاجتماع الأخير ولقاء رفيق الدرب

غزة- فضل مطر - صفا

لم يكن يعلم طلال بصل وزوجته أن وليمة الغداء التي أقامها لهما الشهيد محمود في بيته بحي التفاح شرق مدينة غزة، قبيل أيام من استشهاده، ستكون لحظات الاجتماع الأخيرة بابنهم قبل الوداع.

 

ويقول الوالد المكلوم- وهو أسير محرر- لمراسل صفا: "رحل ولدي ولم أكن أعلم أن دعوته لنا ولإخوانه كانت بمثابة وداع، ولم ندرك أنه كان يعد للرحيل للقاء أخيه محمود، الذي قضى بأحداث الانقسام عام 2007".

 

وكان الشهيد بصل (25عامًا)، ارتقى برفقة زميله نضال عودة وخمسة من رفاقهم أثناء عملهم على ترميم نفق استخدمته كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس خلال عملياتها أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف 2014.

 

وبكثير من عبارات الحمد، يُعبّر الوالد عن فخره بأن "اصطفى الله ولدي مقاومًا فلسطينيًا، يجهز نفقًا بدمه؛ كي يرى أسرانا شمس الحرية"، مؤكدًا على ضرورة أن "يمضي الجميع على هذا الطريق".

 

أما شقيقه عبد الله (18عامًا)، فيقول إن الشهيد استحوذ على محبة والديه بأخلاقه الحسنة وبره الكبير، ونال رضى شقيقاته بصلة الرحم التي كان يداوم عليها.

 

ويضيف "أخي كان أقرب شخص لنا، يحبه والدي كثيرًا. يخدم الجميع. لم يُقصّر مع أي شخص احتاجه، ولو على حساب نفسه وأسرته".

 

ورحل محمود بصل ولديه ثلاثة أبناء هم: طلال وكريم وليان، وزوجته حامل.

 

رحيل لرفيق الدرب

أما حكاية رفيقه في الشهادة داخل النفق، نضال عودة (24عامًا) فكانت مغايرة بعض الشيء، إذ إنه كان دائمًا ما يُلّح بالدعاء على الله أن يلحق بـ"رفيق دربه" الشهيد أسامة ظاهر، الذي ارتقى أمام عينيه أثناء تصديه للعدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

 

ويلفت شقيقه عدنان إلى أن أخيه كان شديد التعلق بصديقه الشهيد أسامة، وأنه تأثر كثيرًا بعدما فارقه إثر استهداف الاحتلال لمنزل بحي التفاح شرق غزة كانا يتحصنان به خلال العدوان.

 

ويضيف في حديثه لمراسل "صفا"، "أخي الوحيد نضال رحل بابتسامته بعيدًا عنا. كان متمسكًا بالجهاد رغم أنه لم يمض على زواجه سوى عام. نسأل الله أن يرزقنا الصبر على فراقه".

 

وعن حياته الاجتماعية، أوضح عدنان إلى أن شقيقه كان محبوبًا بين أهله وجيرانه، وأنه كان اجتماعيًا بدرجة كبيرة، ويمازح كل جيرانه؛ حتى الأطفال منهم.

 

فيما يشير صديقه عبد الله في حديثه لمراسل "صفا" إلى أن الشهيد كان يتسم بصفة الخجل والتواضع، ومبادرًا في الأعمال التطوعية في حيّه ومسجده.

 

وكانت القسام أعلنت استشهاد سبعة من عناصرها جراء انهيار نفق أرضي عليهم بفعل الأحوال الجوية الماطرة التي شهدها قطاع غزة منذ أيام.

 

وذكرت أن الشهداء هم: ثابت عبد الله الريفي (25 عاماً)، وغزوان خميس الشوبكي (25 عاماً)، وعز الدين عمر قاسم (21 عاماً)، ووسيم محمد حسونة (19 عاماً)، ومحمود طلال بصل (25 عاماً)، ونضال مجدي عودة (24 عاماً)، وجعفر علاء حمادة (23 عاماً).

/ تعليق عبر الفيس بوك